بكليهما.. فالعلم يعرفك بخلق الله، وسننه في كونه..
والدين يعرفك بشريعة الله، وسننه في الحياة.. وكلاهما يخدم الآخر.. بل كلاهما
دين.. وكلاهما علم.
وهكذا، احذر ـ
بني ـ من أولئك الدجالين الذين يتسابقون إلى وسائل الإعلام، وينشرون صورهم في كل
محل، فهؤلاء لا يدعونك إلى الله، وإنما يدعونك إلى أنفسهم، فأول علامات العالم
فناؤه عن نفسه بالحق الذي يحمله.. ولذلك يمتلئ خجلا إن ذكر في المجالس.. لأنه لم
يدع إلى ذكر اسمه، وإنما دعا إلى ذكر اسم الله.
هذه ـ بني ـ بعض
صفات الدجالين.. فاحفظها.. واحذر من أن يتسللوا إليك، وإلى قلبك وعقلك.. فدينك
رأسمالك، وبه نجاتك وسعادتك، فلا تسلمه إلا لمن تثق في صدقه وإخلاصه وتقواه.
فإن فعلت ذلك
أمنت من شر كل الدجالين .. ليس الذين يعاصرونك فقط.. وإنما من جميعهم حتى من ذلك
الذي لا يزال يختبئ في عوالم الغيب، ينتظر من رسله الصغار أن يمهدوا له العقول
والقلوب، لينشر فتنته الكبرى في الأرض.