والأرزاق هناك أجمل وأفضل وأكمل.. وأين هي أرزاق هذه
الحياة من أرزاق تلك الحياة.. لقد وصفها الله تعالى فقال: {وَلَا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ
رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:
169 - 171]
إن هذه الآيات
الكريمة تصور بعض حسنات تلك الحياة، وتشير إلى مجامع نعمها.. ويمكنك بالتدبر فيها
أن ترى عوالم كثيرة تختزنها كلماتها المقدسة.
إن أهل تلك
الحياة بحسب تلك الآيات الكريمة يحيون حياة حقيقية لا حياة الأشباح والخيالات التي
تصورها الأوهام..
ويرزقون رزقا
حقيقيا يلتذون له .. لا رزقا وهميا أو معنويا.. بل هو رزق شامل لكل متطلبات تلك
الأجساد الجديدة التي أنعم الله بها عليهم، والتي أتيح لهم بها من الطاقات ما لم
يتح لأجسادهم الدونية والدنيوية.
والآيات تذكر
أيضا حياتهم الاجتماعية.. فهم مجتمعات مثل هذه المجتمعات.. بل هي أفضل من هذه
المجتمعات، لأنها مجتمعات للمتجانسين والمتشاكلين من أصحاب الهمم الواحدة.
والآيات تذكر
اتصالهم بهذه الحياة الدنيا، وأنهم وإن خرجوا منها بأجسادهم إلا أن لهم تواصلا
تاما معها، يسمعون أخبارها، بل يشاهدونها مثلما نشاهد على شاشات التلفاز أخبار
العالم..
بل إنهم لا
يشاهدونها فقط، وإنما يتفاعلون معها، ويمكنهم أن يقدموا خدماتهم لها في حال الحاجة
إلى ذلك.
لذلك يا بني على
تحزن على صديقك.. فقد كنت أراه كثير الذكر لربه، كثير