العمل الصالح، وكنت أستمع لحديثكما فأمتلئ سعادة
وسرورا.. وأعلم أن الله الكريم لن يخيبه.. فكل أعماله الصالحة التي عملها سيجني
ثمارها هناك، وسيراها رأي العين.. فالله لا يضيع عنده شيء.
ومع هذا يا بني
لا أدعوك لتمني الموت، فقد نهينا عن ذلك، والأدب مع الله يجعلنا نترك الأمر له،
فهو الذي حدد الآجال، وهو الأعلم بمصالحنا.
ومثل من يتمنى
الموت قبل أن يكمل ما عليه مثل من يطلب الخروج من الامتحان قبل أن يكمل الإجابة
على الأسئلة التي طرحت عليه.. ولذلك قال a: (لا يتمنين أحدكم
الموت لضر نزل به، ولا يدع به قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه
لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا)[1] ،
وقال: (لا تمنوا الموت، فإنه يقطع العمل، ولا يرد الرجل فيستعتب)[2]
ووضح سبب ذلك في
حديث آخر، أكثر تفصيلا، فقال: (ما من أحد يموت إلا ندم)، قيل: وما ندامته يا رسول
الله؟ قال: (إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون
نزع)[3]
وروي أنه a مر النبي بقبر دفن صاحبه حديثا، فقال: (لركعتان خفيفتان مما تحقرون أو
تنفلون يراهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم)[4]
وروي أن بعضهم خرج
في جنازة، فانتهى إلى قبر، فصلى ركعتين، ثم اتكأ عليه، فسمع صوتا يقول له: (إليك،
ولا تؤذني، فإنكم قوم تعملون ولا تعلمون، وإنا