responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49

الراحة. فلابدّ إذن من الرضا بها أشدّ الرضا)[1]

وقال لهم: (إن الإيمان قد أظهر بعلم اليقين أن المستقبل الذي يتراءى لنا بنظر الغفلة، كقبر واسع كبير ما هو إلّا مجلس ضيافة رحمانية أُعدّت في قصور السعادة الخالدة.. و إنَّ الإيمان قد حطّم صورة التابوت والنعش للزمن الحاضر التي تبدو هكذا بنظر الغفلة، وأشهدنا أن اليوم الحاضر إنما هو متجر أخروي، ودار ضيافة رائعة للرحمن.. وإنَّ الإيمان قد بصّرنا بعلم اليقين أن ما يبدو بنظر الغفلة من الثمرة الوحيدة التي هي فوق شجرة العمر على شكل نعش وجنازة. أنها ليست كذلك، وإنما هي انطلاق لأرواحنا من وكرها القديم إلى حيث آفاق النجوم للسياحة والارتياد.. وإن الإيمان قد بيّن بأسراره أن عظامنا ورميمها، ليسا عظاماً حقيرة فانية تداس تحت الأقدام، وإنما ذلك التراب باب للرحمة، وستار لسرادق الجنة..)[2]

هكذا ينبغي أن تنظر يا بني إلى هذا الشيب، وإلى كل شيء.. فالله تعالى لا يرسل لنا في كتب مقاديره إلا الرحمة والسلام.. ونحن نحزن ونتألم لأننا لا نقرأ تلك الكتب قراءة صحيحة، وإنما نقرؤها بحسب نظرتنا القاصرة المحدودة الممتلئة بالضعف والعجز.

ولذلك راح الجهلة يحجبون بالشيب والمرض والموت عن رحمة الله، بل عن وجود الله نفسه، لأنهم يريدون من الدنيا أن تكون ساحة لأهوائهم، وليس مدرجا ومدرسة للابتلاء والاختبار.

فدع عنك يا بني ذلك الحزن والألم.. فهو لا يليق بك، ولا يليق بعبوديتك.. فالمؤمن هو الذي يفرح لكل شيء يفد إليه من الله، لأنه يعلم أن الرحمن الرحيم


[1] اللمعات، ص319.

[2] المرجع السابق، ص324.

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست