responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48

للتراب طال الزمن أو قصر.. وبعدها.. لن يبقى هناك شيء اسمه الشيب، ولا المرض، ولا الألم.. بل سيعود لأبيك بفضل الله وكرمه شبابه الدائم ظاهرا وباطنا..

فكن واثقا في فضل الله، راجيا رحمة الله، ناظرا إلى نعمه، ولا تنظر إلى الأشياء بميزان هواك، بل انظر إليها بميزان الحق، وسترى كيف يتحول الكدر إلى صفاء، والحزن إلى سعادة، والألم إلى راحة.

واسمع لهذا الشيخ من مشايخ الحكمة، والذي وقف يخاطب من اشتعل الشيب برؤوسهم، فملأهم ألما قائلا لهم [1] : (أيها الشيوخ، ويا أيتها العجائز.. ما دام لنا خالقٌ رحيم، فلا غربة لنا.. وما دام الله سبحانه موجوداً فكل شيء موجود.. فلا تحزنوا، ولا تتألموا)

ثم قال لهم: (نعم إننا راحلون ولا مناص من ذلك.. ولن يُسمح لنا بالمكوث هنا.. ولكن عالم البرزخ، ليس هو كما يتراءى لنا بظلمات الأوهام الناشئة من الغفلة، وبما قد يصوّره أهل الضلالة، فليس هو بعالم الفراق، ولا بعالم مظلم، بل هو مجمع الأحباب، وعالم اللقاء مع الأحبة والأخلّاء، وفي طليعتهم حبيبُ رب العامين وشفيعنا عنده يوم القيامة a.. أجل يا إخواني الشيوخ، فما دامت الآخرةُ موجودةً، وما دامت هي باقية خالدة، وما دامت هي أجمل من الدنيا، وما دام الذي خلقنا حكيماً ورحيماً؛ فما علينا إذن إلّا عدم الشكوى من الشيخوخة، وعدم التضجر منها؛ ذلك لأن الشيخوخة المشرّبة بالإيمان والعبادة، والموصلة إلى سنّ الكمال، ما هي إلّا علامة انتهاء واجبات الحياة ووظائفها، وإشارة ارتحال إلى عالم الرحمة للخلود إلى


[1] هذه نصوص مفرقة من (رسالة الشيوخ)، لبديع الزمان النورسي، وهي من كتاب [اللمعات]، ص313، فما بعدها، وبتصرف كبير، لتتناسب مع المقال.

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست