responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 52

وأول ما دلتهم عقولهم عليه بعد ذلك، البحث عن الرسول الذي يرسله ذلك الإله الحكيم ليرشد خلقه إلى حقائق الحياة.. فيستحيل على الصانع الحكيم ألا يضع دليلا لعباده يهديهم إلى أسرار صنعته، وأغراضه منها.

وقد أوصلتهم هذه المعاني العقلية الضرورية إلى البحث عن أسرار الحياة، وسننها، والتي لا تستطيع عقولهم المجردة أن تعرفها..

وأول تلك الأسرار وأهمها سر الابتلاء.. فقد عرفوا أن هذه الحياة ليست هي الغاية ولا المقصد، وإنما هي حياة دنيا.. وهناك حياة أعلى وأكمل وأجمل منها بكثير، وقد وصف الله تعالى كليهما، فقال: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64]

ولذلك عرفوا أن الثغرات الموجودة في هذه الحياة كالمرض والفقر والحاجة وكل أصناف البلاء ليست مقصودة بذاتها، وإنما المقصود منها التمحيص والتمييز والتربية.. مثلما يفعل المدربون في مخيمات التدريب مع العساكر الذين يريدون تأهيلهم للحياة العسكرية، فلا يمكن أن تستقيم تلك التدريبات مع الرخاء والرفاه.

ولذلك لم ينظر الصادقون إلى البلاء إلا كما ينظر الجنود إلى فترة التدريب، باعتبارها مرحلة ضرورية لتأهيلهم وتوفير اللياقة لهم لممارسة وظيفتهم.. ولذلك لم تكن شرا، وإنما هي وسيلة إلى الخير.. وأداة للحياة الأبدية التي لا يمكن أن يتخيل أحد مدى جمالها وكمالها.

لقد سمعوا قوله تعالى في كلماته المقدسة: : (إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى، ولو أفقرته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالقلة، ولو أغنيته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالسقم، ولو أصححته لكفر، وإن

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست