رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 3 - 5]، يمكن أن يسمعوه
أيضا إذا ما سلموا أمورهم لله، واكتفوا بفضل الله، ولم يدعوا المرض الذي أصاب
أجسادهم يتسلل إلى أرواحهم ليملأها بالاعتراض والكدورة.
وأخبرهم خبر تلك
المرأة الصالحة التي قطع أصبعها، فضحكت، فقيل لها: أيقطع أصبعك، وتضحكين؟.. فقالت:
(أحدثكم على قدر عقولكم: حلاوة أجرها أنستني مرارة قطعها)
وأخبرهم عن ذلك
الرجل الصالح الذي قال: (إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمده إذ
لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما
أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني)
فبشر أولئك
المرضى أنهم إن نظروا إلى الخير المخزن في البلاء، فسينسون المعاناة التي
يعانونها، لأنهم سيقبضون ثمنها عاجلا وآجلا.. وسيرون يوم القيامة مصداق ما ورد في
الحديث عن رسول الله a، والذي يقول فيه: (يؤتى بالشهيد يوم القيامة، فينصب للحساب، ويؤتى
بالمتصدق، فينصب للحساب، ثم يؤتى بأهل البلاء، فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم
ديوان، ويصب عليهم الأجر صبا، حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم
قرضت بالمقاريض، من حسن ثواب الله لهم)[1] ، ويقول: ( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو
أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض)[2]