responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 56

دعوة لعدم العلاج؛ فمعاذ الله أن يدعو رسول الله a إلى ذلك، وكيف ذلك، وهو نفسه a كان يعالج من الأمراض التي تصيبه، بل كان يرشد إلى بعض العلاجات التي يهديه إليها ربه[1].

بل كان فوق ذلك كله يدعو المؤمنين إلى استعمال كل وسائل البحث للتعرف على الأدوية، ويخبرهم أنه يستحيل أن يكون هناك داء من غير ألا يكون هناك دواء يعالجه، ففي الحديث، قال a: (تداووا، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله)[2]

وهو يشير إلى أن رحمة الله تعالى تأبى أن تنزل البلاء من دون أن تنزل معه العافية، أو تنزل المرض دون أن تنزل معه العلاج المناسب له.. ولذلك استطاع البشر ـ بإلهام الله وتوفيقه ـ أن يكتشفوا الكثير من الأدوية للأمراض التي كان الجهل يصور أنها مستحيلة الشفاء.

لذلك يا بني بشر المرضى بهذه المعاني، وأخبرهم أن الله تعالى لم يتخل عنهم بسبب مرضهم، وإنما هو معهم، وقريب منهم، ودعاؤهم مستجاب.

وأخبرهم أن الرحمن الرحيم الذي ابتلاهم بذلك، لم يرد أن يعذبهم، وإنما أراد أن يربيهم، ويمحصهم ويصلحهم.

وأخبرهم أن الله تعالى سيعوض كل آلامهم بالفرح والسعادة والسرور في هذه الدار، وفي تلك الدار..

وأخبرهم أن ذلك الخطاب الذي قال الله تعالى فيه مخاطبا رسوله a قائلا له: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ


[1] ذكرنا هذا بتفصيل في كتاب [أدوية من السماء] من سلسلة [رسائل السلام]

[2] مسند أحمد 30/398 ح(18455)

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست