responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95

وحدث الإمام الحسين أنه سأل أباه الإمام علي عن مدخل رسول الله a، فقال: (كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك، فإذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله، وجزء لأهله، وجزء لنفسه، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة، ولا يدخر عنهم منه شيئا، وكان من سيرته في جزء الأمة، إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج) [1]

وهكذا نرى كل الحكماء وأئمة الهدى يدعون إلى تقسيم الأوقات، وتنظيمها، حتى لا يستحوذ الشيطان عليها، فالوقت هو الحياة، ومن ضيع وقته في اللهو واللعب، لم يجد في آخرته ما يأنس به، ولا ما يأنس له، وكان ندمه على التفريط أعظم من كل تلك اللذات التي توهم أنه عاشها.

وقد قال الإمام علي: (للمؤمن ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب نفسه، وساعة يخلي بين نفسه ولذتها فيما يحل ويجمل) [2] ، وقال: (إن ليلك ونهارك لا يستوعبان لجميع حاجاتك فاقسمها بين عملك وراحتك) [3]

واجتهد يا بني في أن تختار لجدك أفضل الأوقات وأحسنها، فأنت بجدك لا بهزلك، وباجتهادك لا بلهوك، وقد قال الإمام علي في كتابه للأشتر : (اجعل لنفسك فيما بينك وبين الله أفضل تلك المواقيت وأجزل تلك الأقسام، وإن كانت كلها لله إذا صلحت فيها النية، وسلمت منها الرعية) [4]


[1] بحار الأنوار: 16 / 150 / 4.

[2] غرر الحكم: 7370.

[3] غرر الحكم: ٣٦٤١.

[4] نهج البلاغة: الكتاب ٥٣.

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست