نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 417
لقصورهم ونقصهم ومرضهم، أو لعدم سماعهم
بالمبلغين عن الله، أو لسماعهم ذلك التبليغ بطريقة غير صحيحة، ستتاح لهم فرصة أخرى
للامتحان حتى ينالوا جزاءهم الخاص به.. ذلك أن الجزاء لا يكون إلا على الاختيارات
التي تبرزها الأعمال.
بناء على هذا كله سنتحدث في هذا الفصل عما
ورد في النصوص المقدسة من أنواع الجزاء، وعلاقتها بالرحمة والعدالة الإلهية،
وغيرها من الصفات والأسماء.
وقد رأينا أنه يمكن تصنيفها إلى صنفين:
1 ـ الجزاء المعنوي أو الروحي، ونريد به ما
ورد في النصوص المقدسة من ذكر الرضى والفرح والسعادة والتواصل مع الله، والتي تتاح
لأهل الجنة، وما ورد فيها من عكس ذلك من العقوبات التي يعاقب بها أهل النار.
2 ـ الجزاء الحسي: ونريد به أصناف النعيم
والعذاب المعد في الآخرة للمحسنين أو المسيئين بحسب مراتبهم.
وقبل أن نذكر ذلك نخاطب العقول التي تشكك في
ذلك، أو تشكك خصوصا في العقاب الإلهي بأن تنظر إلى الواقع بعين واقعية لا مثالية
لترى كلا الجزائين موجودين في هذه الدار، ولذلك لا يستغرب أن يوجد في تلك الدار ما
يوجد في هذه الدار.
أما التفكير الرغبوي، والذي يملي فيه العبد
على ربه ما يشاء من أهواء، أو يقترح عليه ما يشاء من جزاء، فإن هذا النوع من
التفكير، وإن أعجب أهل الدنيا، وصفقوا لصاحبه، فإنه لا يبدل شيئا من الحقيقة، وهو
في أحسن أحواله يشبه تلك الأماني التي يمني بها المجرمون أنفسهم من تخفيف العقوبة
أو رفعها، حتى يستطيعوا أن يمارسوا جرائمهم براحة بال.
ولهذا يرد الله تعالى على أصحاب هذا النوع من
التفكير بقوله: ﴿أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ
نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ﴾ [المعارج:
38، 39]
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 417