نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 492
الذي لا يقصد منه إلا العقوبة، ذلك أنه لا
يسمن ولا يغني من جوع.
وأما الطعام الثالث؛ فهو الزقوم، وقد ورد في
مواضع من القرآن الكريم، ووصف بأوصاف كثيرة تنفر منه، منها ما ورد في قوله تعالى: ﴿
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا
فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ
(64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ
مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا
لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴾
[الصافات: 62 - 68]، ثم بين سر العقوبة المرتبطة بهذا الطعام، فقال: ﴿
إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ
يُهْرَعُونَ ﴾ [الصافات: 69، 70]
وهكذا وصف في آيات أخرى، قال تعالى: ﴿إِنَّ
شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي
الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ
الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدخان: 43 - 49]
وقد ورد في تفسيره الكثير من الأقوال، ومنها:
إنه اسم نبات مر وذي طعم ورائحة كريهة، أو إنه اسم نبات يحمل أوراقا صغيرة مرة
وكريهة الرائحة وهو موجود في أرض تهامة، وكان يعرفه المشركون، أو أنه كل غذاء يثير
اشمئزاز أهل جهنم.
وقد كان هذا الطعام خصوصا محل سخرية من
المشركين، ذلك أنهم تعجبوا كيف تنبت شجرته في جهنم، وهي عبارة عن نيران حارقة،
وهذا يدل على مدى التعنت الذي وصلت إليه عقولهم؛ فبدل أن يحقق هذا الترهيب أثره في
نفوسهم، راحوا يسخرون منه، ويستهزئون به، وقد قال تعالى في الرد عليهم: ﴿وَمَا
جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ
وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ
إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 60]
وقد قال مكارم الشيرازي تعليقا عليها: (شجرة
الزقوم ـ بدون شك ـ لا تشبه أشجار
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 492