responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141

الأعلام الهادية إليك وإلى حقائق الوجود وقيمه النبيلة في كل محل.. حتى يخرج الخلق بملء إرادتهم من ظلمات أهوائهم إلى أنوارك.. وحتى يقوموا هم بتصفيد شياطينهم، بعد أن يختاروك أنت.. ويختاروا معك عالم الأنوار التي لا تنطفئ أبدا.

يا رب.. وقد كان من مقتضيات ربوبيتك لعبادك أن جعلت لهم دار للجزاء.. لينال كل واحد منهم جزاءه الذي اختاره لنفسه في دار التكليف.. وكنت رحيما بهم، عادلا معهم، فلم تنزل في دار كرامتك إلا من كان أهلا لها.. ولم تنزل في دار تأديبك إلا من رفض الالتزام بقيمك التي بنيت عليها الكون، وأسست عليها الحياة.

يا رب.. وأنت في كل ذلك لا تزال رب العالمين.. ترقي أهل الجنة، وتربيهم، لتخرج منهم كل ما يصرفهم عنك، ولو كان من نعيم الجنة.. وتربي أهل الجحيم، وتريهم فساد اختياراتهم، حتى يكون ذلك سببا في خروجهم من الظلمات إلى النور.. فإن خرجوا منها استحقوا رحمتك، كما استحقها المؤمنون أول مرة.

ولذلك كانت الحياة كلها.. أولاها وأخراها.. مدرسة تربوية تشرف عليها.. ليترقى الخلائق إلى العوالم المقدسة التي هيأتها لهم.. ليسعدوا باللقاء الأجمل.. والمعرفة الأعظم.. والمشاعر التي لا يمكن وصفها.

يا رب.. فاختر لنا من الطرق أقصرها.. ومن المعارج أقربها.. حتى نصل إليك من غير المرور بتلك المعاناة التي يمر بها الجاحدون المقصرون الذين استسلموا لعقولهم وأهوائهم، ولم يستسلموا لك، ولا لرسلك، ولا لكلماتك المقدسة.

يا رب.. وطهرني من رؤية نفسي، فأنت تعلم أنها حجابي الأعظم الذي يحول بيني وبينك.. فاجعلني أقطعها، لأصل إليك من غير معاناة.. ولتصبح نفسي تلك الراضية المرضية.. المسالمة المطمئنة.. التي لا تختار مع اختيارك، ولا ترضى بغير ما

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست