يا رب.. واجعلنا كأوليائك الذين شغلوا بنظرك
إليهم عن نظر الخلق.. فامتلأوا فرحا وسعادة ليقينهم برؤيتك لهم، وعلمهم بحضورك
الدائم معهم.
يا رب.. واجعلنا من المخلَصين الصادقين
الذين يشعرون برؤيتك لهم.. حتى لا نمزج مع رؤيتك رؤية غيرك، فنقع في الضلالة
والشرك.. وهل يمكن لمن يعلم برؤية ربه له أن يبحث عن رؤية غيره.
يا رب.. واجعلنا من المستحين من رؤيتك
لنا، فنتأدب أمامك، ولا نبيح لأنفسنا أن تترك الأدب وهي في حضرتك.. وتحت سمعك
وبصرك.. وهما لا يغيبان عنا في كل الأحوال.
يا رب.. فطهرنا لنحظى برؤية الرضا،
ونسعد بمشاهدتك لنا، ونحن نتقلب في رياض طاعتك، متنعمين برؤيتك لنا، ونحن نجثو بين
يديك، ننهل من كرمك وفضلك وعبوديتك.
يا رب.. لقد قلت في كلمات المقدسة
تخبرنا عنك: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [التوبة: 105]، فنسألك يا رب أن
توفقنا لأن نكون في أحسن الأحوال حتى لا نقع في الفضيحة أمامك وأمام أنبيائك
وأوليائك.. فلا معصوم إلا من عصمته.. ولا مخلَص إلا من خلصته.