السعادة والرضى والراحة والطمأنينة.. فلذلك
إن أمرتهم أو نهيتهم كان ذلك لحرصك عليهم، وحبك لهم، ونظرك في مصالحهم.
يا رب.. يا غني .. ويا مغني .. ويا مستغني..
اغنني بك عمن سواك، حتى لا أكون فقيرا إلا لك.. فالفقر لك عزة، ومد اليد لك كرامة،
والاستغاثة بك نبل، والرجوع إليك في كل حين، ولكل مطلب إنابة.
يا رب.. أنت تعلم حاجاتي من الدنيا والآخرة..
ومن شؤون الحس والمعنى.. ومما يرتبط بي، أو بمن ربطتهم بي.. فأغننا بك عمن سواك..
واجعلنا ننظر إلى ألطافك، وما ادخرته لنا في خزائن فضلك حتى لا نُحجب بخزائن
المترفين، وحتى لا نقول ما قاله أولئك الجهلة عندما رأوا خزائن قارون: { يَالَيْتَ
لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [القصص: 79]
يا رب.. اجعلنا نشعر بغنانا لارتباطنا بغناك
حتى لا نحزن على ما فاتنا من الدنيا، وكيف نحزن وخزائنك هي خزائننا ما دمنا متصلين
بك، متواصلين معك.. وما دمت معنا، وما دمنا معك.. فما وجد من فقدك.. وما فقد من
وجدك.
ولذلك نعوذ بك أن ننظر بدونية إلى أنفسنا أو
ما ملّكتنا من شؤون الدنيا.. فهي مجرد دنيا.. ونحن فيها في سفر.. والمسافر لا
يحتاج لنقل كل أملاكه معه.. ونحن في امتحان .. والممتحَن لا يحتاج أن يشغل نفسه
بغير ما امتحن فيه.
لذلك كان تقديرك لأرزاقنا كرما منك، وفضلا
عظيما، حتى لا نُحجب برؤيته والانشغال به عنك، وعما كلفتنا به مما يرفعنا، ويسمو
بأرواحنا.