responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166

يا رب.. اجعلنا نتناول ما رزقتنا من فضل غناك بكل ما آتيتنا من لطائف.. فلا نأكل الطعام بأفواهنا فقط.. وإنما نشعر به قبل ذلك بأرواحنا وعقولنا وقلوبنا، فنحمدك عليه، ونشعر بفضلك علينا بسببه، حتى لا يكون ذلك الطعام مجرد زاد لخلايا أجسادنا، بل يكون كذلك زادا للطائفنا وقلوبنا .. يقربنا منك، ولا يبعدنا.. ويدخلنا عليك، ولا يحجبنا.

يا رب.. وما آتيتنا من شؤون الدنيا.. فبارك لنا فيه.. حتى لا نتثاقل بسببه إلى أهوائنا، وحتى لا تصيبنا الغفلة التي تبعدنا عنك.. لنقع حينها في الفقر الحقيقي الذي يقطع عنا مدد فضلك، وسوابغ نعمك.

يا رب .. وأنت المغني الذي لا تقف دونه حاجة اغننا بكل ما يقتضيه فقرنا من رزق.. فارزق أجسادنا الصحة والعافية.. وارزق نفوسنا الطهارة والصفاء.. وارزق قلوبنا حبك والأنس بك والشوق إليك.. وارزق أرواحنا السمو والرفعة لترقى في معارج السير إليك، ولا تتوقف بها الطريق دونك.

وارزق ـ يا رب ـ أوقاتنا البركة.. حتى تكون كل ليالينا وأيامنا مثل ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر.

وأحلل بكل مكان نحل به البركة، حتى نغنم بغنائم برك وفضلك.. وحتى يتحقق فينا ما ذكرته عن عبدك الصالح المسيح عندما قال في مهده: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31]

يا رب.. اجعلنا نكتفي بغناك وكرمك عن سواك حتى تتحقق فينا العبودية، وحتى نفر من الشرك.. فمن رأى غيرك معك أشرك بك.. ومن رأى لغيرك تصريفا معك وقع في الضلالة، وتشتت قلبه.

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست