responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 169

يا رب.. يكفيني علمك بحالي عن توضيح ما أريده منك بسؤالي.. فكرمك أعظم من أن يحتاج إلى مقالي.. أو يرتبط بدعائي.. وفضلك أعظم من أن يتوقف على استغاثتي وتضرعي وتوسلي.. فابدأني بفضلك.. وألهمني أن أسألك حتى أتحقق بالعبودية لك.. ولو أني أعلم أن فضلك أعظم من أن يستدره سؤالي.. وكيف يكون له ذلك.. وسؤالي فضل من فضلك، ولولا إلهامك لي ما سألتك، ولولا تحريكك للساني ما دعاك.

يا رب.. أنت المهيمن الذي لا يتصرف معه غيره.. فكل الشؤون لك.. وكل الأمور بيدك.. فأعوذ بك من أن أشرك بك غيرك.. أو أعتقد أن هناك من يهيمن على الأشياء سواك.

يا رب.. إني أعلم أنك ما وضعتنا في هذه الدار التي قد يبدو فيها لغيرك بعض الملك والسلطان إلا لتميز بين من يبصر الحقائق، ومن يجهلها أو يتجاهلها.. ذلك الذي لا يعرف ملكك إلا بعد أن يسمع نداءك في الخلائق في ذلك اليوم العظيم: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16]

أما الصادقون العارفون بك، فهم يسمعون نداءك هذا في كل حين.. وكيف لا يسمعونه، وكل شيء يدل عليه..

فذلك الملك أو ذلك السلطان أو ذلك الذي توهم أن مقاليد الأمور بيده.. لا يملك من نفسه شيئا.. فهو تحت رحمة قوتك وقدرتك وقهرك.. وفاقد الشيء لا يعطيه.. فهل يمكن لمن يكون سجينا لقدرة غيره أن يكون له القدرة على التسلط عليهم؟

لقد أدرك ـ يا رب ـ السحرة ذلك، عندما رأوا عصا عبدك الصالح موسى، وهي تلتهم سحرهم، وكل تلك العلوم التي فرحوا بها.. لقد أدركوا أنهم وفرعون لا يساوون

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست