responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 170

شيئا أمامك.. ولذلك سجدوا لك، وسلموا لك، وتبرؤوا من فرعون، وصاحوا بكل قوة في وجهه: {لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [طه: 72، 73]

لقد علموا أن تلك الهيمنة التي كانت لفرعون هيمنة مجازية محدودة قاصرة.. فهو إن تمكن من أجسادهم، ليعذبها، فلن يتمكن من قلوبهم ليزحزحها عن الإيمان، ولا من عقولهم، ليفرض عليها ما يريده من شرك.

يا رب.. فاجعلني أشعر بما شعروا.. وبما يشعر به عبادك الصالحون الذين لا يخافون إلا منك، لعلمهم أن كل شيء إليك، وأنه لا تصريف لأحد معك..

اجعلني يا رب.. أرى كل التيجان والعروش هاوية أمام عرشك وملكك وسلطانك، حتى لا أستسلم لأهوائهم، أو أسكن لإرضائهم، أو أتكلم أو أتصرف بما يقربني منهم، ويبعدني عنك.

اجعلني يا رب .. أشعر بسلطانك الدائم على الأشياء.. وبهيمنتك المطلقة عليها، حتى لا أقدم بيعتي ولا ولائي إلا لك، أو للمصطفين من عبادك الذي أمرتني بالولاء لهم، ونصرتهم، والكينونة معهم.

يا رب.. أعوذ بك أن أكون كأولئك الذين خافوا سلطان الأرض، ونسوا سلطان السماء.. بل سلطان الأرض والسماء.. بل سلطان كل شيء.. فسلّطتهم عليهم، فأذاقوهم كل أنواع البلاء.. فمن رضي بغيرك بدلا عُذب.. ومن بغي عنك متحَولا تألم، وعاش حياته كلها في سجون أوهامه ومخاوفه.

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست