responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19

الحكيم العليم الخبير.. الذي لا يستحيل عليه شيء، وكيف يستحيل عليه، وهو خالق كل شيء، ومدبر كل أمر، والذي لا نهاية لعلمه، ولا حدود لقدرته؟

وهل يكون العجز إلا لذلك الجاهل الذي لا يعرف من الأشياء إلى ظواهرها.. وأنت المحيط بكل شيء علما، دقيقه وجليله، وأوله وآخره، وعاقبته وفاتحته، لا نهاية لمعلوماتك ولا حصر لها، وقد قلت في كتابك الكريم على لسان نبيك شعيب:﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾ (لأعراف: 89)؟

ولذلك كان من أسمائك (الواسع).. فأنت واسع في علمك وخبرتك ولطفك وقدرتك وحكمتك ورحمتك.. وكل شيء.

ولذلك أينما وجهنا عيوننا وقلوبنا وعقولنا وأورواحنا وجدناك، ووجدنا تدبيرك وحكمتك ولطفك.. وسمعنا كل شيء يردد قولك:﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:115)

ولذلك لا مكان لليأس معك.. وهل اليأس إلا من أولئك الجهلة العاجزين الممتلئين بالضعف.. أولئك الذين وصفتهم بأنهم { لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } [الحج: 73]؟

وقد عدت يا رب لكل جامعات الدنيا ومخابرها، وسألت جميع علمائها، وفي جميع التخصصات، فأخبروني بصدق ما ذكرته عن الذبابة، بل أخبروني بأن العلم ـ مع تطوره الكبير، وفي كل المجالات ـ لا يزال عاجزا أمام أبسط الأمور، وأحقر الأشياء.. وأنه يظل دائما يمد يده إليك طالبا مددك وفضلك وجودك.

يارب.. أنا أعلم، بل أوقن.. أن كل تلك المعامل، وكل أولئك العلماء، لم يكونوا ليحققوا شيئا، وفي أي مجال دون مددك..

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست