responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 29

وتهذب أخلاقنا.. فقد رأيت بعضهم يغتر بصحته، ويفخر على من حوله بكونه لم يمرض في حياته أبدا، وبدل أن يشكرك، ويتواضع لعظمتك، راح يستعلي عليك، وعلى خلق الله، ويذيقهم بأس عضلاته المفتولة، وعقله الفارغ.

وهكذا رأيت من الأغنياء ممن رُبي في أحضان الثروة، يتيه على الفقراء، ويستكبر عليهم، بل يدعو إلى إبادتهم لكونهم لا يختلفون عن البعوض والذباب.

ولو أنه ابتلي بما ابتلوا به.. وذاق من ضنك الحياة وضيقها بعض ما ذاقوه لخفف من كبريائه، ولعاد إليه وعيه.. لكنك يا رب تبتلي من تشاء بما تشاء.

ولذلك كان من رحمتك وحكمتك أن تضع في الحياة كل الألوان حتى تتميز جميع الصور، ويتميز معها الخبيث من الطيب..

لقد ذكرت ذلك في كلماتك المقدسة، فقلت: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} (الزخرف:33)[1]

وذكرت أيضا ذلك الصلف والكبرياء التي تعتري أولئك الجاحدين الذين غمرتهم ببعض فضلك، وبدل أن يشكروك، ويطلبوا المزيد، راحوا ينشغلون بما أعطيتهم، ويتصورون أنه حقهم، ولا يعلمون أنهم مستدرجون، وأنك لم تعطهم إلا لتختبر مواقفهم..

لقد قلت في كلماتك المقدسة تذكر ذلك: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ} (المؤمنون:55 ـ 56)


[1]أي لولا أن يعتقد كثير من الجهلة أن إعطاءنا المال دليل على محبتنا لمن أعطيناه، فيجتمعوا على الكفر لأجل المال لجعلنا للذين كفروا ذلك الترف الموصوف في الآية..

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست