responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33

وهكذا كان يمكن لذلك الجاحد أن يجد عشرات الحلول لتلك التي سماها معضلة، ويتأدب معك، ومع خلق الله الذي غواهم..

ولكنه يا رب لم يفعل.. لا لأنك لم تهده، أو لم تدله على السراط المستقيم.. وإنما لأنه لم يرد أن يسمع لك، ولا أن يسلك طريقك المستقيم.

لقد امتلأ بحب نفسه وأهوائه، وقد رأى أنك عقبة تحول بينه وبين تلك الأهواء الآثمة، فلذلك لم يجد حلا للفرار منك سوى الجحود، واستعمال البلاء وسيلة لذلك.

هو مثل ذلك التلميذ الكسول الذي يبحث عن أي فرصة، ليفر من بين يدي أستاذه، فلذلك إذا ما سمع من أستاذه أي كلمة نابية، أو فرض عليه بعض الواجبات الثقيلة، راح يفر منه، ويتذرع بأن أستاذه لم يرد به إلا الشر، مع أنه لم يرد به إلا الخير.

أو مثل ذلك الذي يفر من الطبيب الجراح الذي يريد أن يستأصل ما يؤذيه بحجة أن الجراح يحمل سكينا، وهل يمكن للجراح أن يؤدي وظيفته من غير سكين؟

وهكذا لو تأمل هؤلاء في أي شيء.. فسيجدون رحمتك محيطة بكل شيء.. حتى في ذلك البلاء الذي يتألمون.

لو أنهم فعلوا ذلك لحولت ـ بفضلك وكرمك ـ النار عليهم بردا وسلاما.. ولما شعروا بالآلام النازلة بهم.

وكيف يشعر بالآلام من يعلم أنه سيعود إليك، ويسكن دار السعادة التي لا نصب فيها ولا وصب، ولا حزن، ولا ألم، ولا شقاء؟

وكيف يشعر بالآلام من يعلم أن الدنيا كلها ساعات محدودة أمام حبل الزمن الممتد إلى ما لا نهاية: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغ} (الاحقاف:35)، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} (النازعات:46)؟

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست