وكيف يشعر بالألم من يعلم أن كل ثانية تمر في
البلاء، يتضاعف فيها رصيد الفضل الإلهي الدائم الممتد، وقد قال نبيك يخبرنا عن
ذلك: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم
يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك من نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب،
ويؤتى بأشد الناس بؤسا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم،
هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك من شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط،
ولا رأيت شدة قط)[1]
وقال: (يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى
أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض)[2]
يا رب.. فأسألك أن تملأ حياتي بالنظر إليك،
والاكتفاء بك.. فأنت الخير الأعظم الذي لا تحل الطمأنينة إلا لمن لجأ إليه، وسكن
في حضرته، وسجد قلبه لعظمته.
اجعل يا رب قلبي ساجدا لك سجودا أبديا.. فلا
نعمة إلا في السجود لك.. ولا فضل إلا في القرب منك.