الجمال المطلق
إلهي.. يا من تجلى جماله في كل المرائي.. فصارت المرائي فانية في بحر إطلاقه.
أعوذ بك أن تقيدني المظاهر، أو تسجنني، أو تغل يدي عن رحلتي إليك، فأنا لا أريدها هي، بل أريدك أنت.
أنا لا أريد أن أسجن في سجون الأكوان المحدودة.. بل أريد أن أرحل إليك.. إلى عالم الإطلاق الذي لا يعرف الحدود والقيود.
فأعوذ بك ـ يا رب ـ أن أكون كذلك المجنون الذي سجن في أحداق ليلى، فصارت حياته كلها ليلا..
وكيف لا تصبح حياته كلها ليلا، وهو لم يرحل من عيون ليلى إليك، ولم يستدل بها عليك، ولم يعلم أن وراء عيونها التي أسرته عالما كبيرا من الجمال لا حدود له..
ولم يعلم أن عيون ليلى ليست سوى قطرة من محيط جمالك الذي لا حدود له.
ولم يعلم أن عيون ليلى لم تكن سوى قنطرة توصل قلبه بالمحيط.. لتخرجه من عالم الجمال المقيد إلى عالم الجمال المطلق.
ولو أنه علم ذلك ـ يارب ـ لعاد إليه عقله، بل لأضاف لعقله عقولا كثيرة.
فالجمال المطلق ـ الذي هو جمالك يا رب ـ يجعل صاحبه كمرآة كبيرة عاكسة تمتد كلما امتد النظر، وتتسع كلما اتسعت االهمة.
يارب.. فأسألك أن تسقيني من شراب محبتك ما يغنيني عن كل شراب..
وأسألك أن تسقيني بكؤوس الأكوان.. فقلبي أوسع من أن تكفيه تلك الأكواب الصغيرة.