responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 50

ألم يقرؤوا قولك، وأنت تصف معيتك الدائمة لكل شيء: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [المجادلة: 7]؟

ألم يقرؤوا قولك، وأنت تصف قربك منهم: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق 16]، وقولك: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} [الواقعة: 85]؟

ألم يقرؤوا قولك، وأنت تذكر تعاليك عن الجهات وقيودها: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ [البقرة: 115]؟

ولم يكتفوا بذلك رب، بل راحوا يصفونك بصفات الأجسام، فيجعلونك صاحب يدين، وساقين، ووجه، وفم، وأضراس، وحقو..

وراحو يفرضون عليك ما يفرضونه على الأجسام من الطول والعرض والحجم والكتلة..

وراحوا يعتبرون أن العرش يثقل على حملته بسببك، وأنه يئط من ثقلك.. وأنك تجلس وتستلقي عليه، وتضع قدميك على الكرسي كما يفعل الملوك.

ولم يكتفوا بذلك، بل راحوا يذكرون أنك تنزل وتصعد، وتجري وتهرول، وأنك تضحك وتبتسم، وأنك تتكلم بالحروف والأصوات مثلما يتكلم عبادك.

ولم يكتفوا بذلك، بل راحوا يصفونك بأنك تلبس الثياب، وتضع التيجان، وتنتعل النعال.. وأنك تدنو من العباد كما يدنوا بعضهم من بعض، وأنك تلامسهم، ويلامسونك.. كما تلامس الأجسام بعضها بعضا.

ولم يكتفوا بذلك.. بل راحوا يعتبرون ما يذكرونه من أوهام وخرافات توحيدا

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست