responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 60

وهكذا راحوا يفهمون من قولك: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67] الرموز دون الحقائق؛ فأثبتوا لك يدين تقبض بهما الأشياء.. مثلما يقبض الخلق الأشياء بأيديهم، مع أن دلالات كلماتك المقدسة واضحة في خطابهم بما يفهمون، وباللغة التي تطيقها عقولهم.. وليس المراد منها الحقيقة.

فأنت قد ضربت لهم مثلا بكون كل شيء في قبضتك، وتحت أمرك، وأنه لا يعجزك شيء، لكنهم تركوا الحقائق المرتبط بها، وراحوا يتشبثون بالألفاظ.. مع أنهم هم أنفسهم يستعملون أمثال هذه التعابير، ولا يريدون بها الحقائق.

فهم يقولون كل حين: الأمر أصبح بأيدينا، وفي قبضتنا.. مع أنهم لا يريدون من هذه الألفاظ ظواهرها، وإنما يريدون الحقائق المرتبطة بها..

وهكذا يقولون: فلان بين يدي، ونحن بين أيديكم.. وهم لا يريدون، لا الأيدي، ولا البينية، وإنما المعاني المتعلقة بها، والدالة عليها.

لكنهم إن رجعوا إلى كلماتك المقدسة، راحوا يتشبثون بالحروف، وينسون المعاني، ويغفلون عنها.. فيشوهونك ويشبهونك ويجسمونك.

ولو أنهم عادوا لكلماتك المقدسة نفسها، وطبقوا هذه المقاييس التي طبقوها على تلك الآيات الكريمة، لعلموا أن مرادك أعظم من أن يكون تلك الظواهر التي فهموها، فقد قلت في كلماتك المقدسة عند ذكرك للمنافقين: { نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67]، فهل يمكن أن يجرؤوا أحد على وصفك بالنسيان.. وهل يستقيم النسيان مع العلم.. وهل يستقيم النسيان مع العظمة؟

وهكذا قلت عنهم:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142]،

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست