وكمالك،
وهل يمكن للعاشق أن يعشق الظاهر، ولا يعشق المظاهر التي يُظهرها أو يظهر بها؟..
وهل يمكن لمن يحب الشاعر أن يكره قصائده؟.. وهل يمكن لمن يحب الرسام أن يكره
لوحاته؟
لذلك
يا رب.. فإن قلبي محفوظ لك، ومتوجه إليك، وما دخله ليس أغيارا تزاحم محبتك، وإنما
هي آثار لمحبتك.. وإنما هو فيضان لبحر محبتك.. وهل يمكن لعاشق أن يخالف محبوبه في
الحب والبغض؟
إلهي..
فكما ملأت عقلي بكل براهين وحدانيتك، حتى استحال عليه أن يعتقد التعدد، أو يقع في
مستنقعات الشرك.. فاحفظ قلبي المتقلب من أن يقع في تلك المستنقعات الآسنة، فينشغل
بالمظاهر عن الظاهر، وبالأنوار عن النور، وبالأشياء عن مشيئها، وبالأكوان عن
مكونها.