responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 76

اللطيف الخبير

إلهي.. أيها اللطيف الخبير.. الذي يعلم كل شيء.. ظاهره وباطنه.. ومكشوفه وغامضه.. وسره وعلانيته.. ويعلم ما يصلحه.. وما يفسده.. وما ينفعه.. وما يضره.

عندما أراقب أنفاسي، وهي تمتص رحيق النسيم، فيمر في جنبات جسمي لطيفا هادئا لا يشعرني بأي نوع من الانزعاج ولا القلق، مع أنه يقوم بأعقد عمليات الاحتراق، ليوفر لي ما أحتاجه من الراحة، ويحول من ذلك الطعام مادة تزود خلاياي بالحياة.

وعندما أتذوق الطعام، وأجد لذته، وأرى مروره الهادئ بين أجهزة جسمي وأعضائي ودمي وخلاياي.. مع أنه يقوم بأعقد العمليات التي لا تضاهيها جميع مصانع الدنيا.. من غير أي ضجيج ولا ضوضاء ولا قلق.

وعندما أرى جسمي على الكرة الأرضية، وهي تتحرك حركتها السريعة، وتسبح مع الكواكب والنجوم في أفلاكها الدقيقة من غير أن يصيبني الدوار، ولا الغثاء.. بل أشعر، وكأني ذلك الرضيع الذي يتقلب في مهده بكل سعادة وراحة.

وعندما أرى مصابيح النهار تنطفئ بالليل لتتيح لي نوما مريحا..

وعندما أراها تشتغل بكل هدوء ولطف مع تنفس الصبح، لتتيح لي أن أتقلب في هذه الحياة ومطالبها..

وعندما أرى كل شيء معدا إعدادا دقيقا، وكأنه لم يخلق إلا لأجلي، فأشعة الشمس حانية.. وألوان الفضاء زاهية.. والماء العذب يترقرق بانسيابية وهدوء وجمال.

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست