responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 78

لذلك يمكن لكل الناس.. لكل الفقراء.. والمحرومين.. والمرضى.. والمبتلين.. أن يعتبروا أنفسهم قد وقعوا في الجب الذي وقع فيه يوسف، ورُموا في السجن الذي رمي فيه.. فإن أحسنوا كما أحسن يوسف، وصبروا كما صبر، ورضوا كما رضي.. فسيتوجون بذلك التاج الذي توج به.. ويصبحون أعزة بعد أن كانوا أذلة.. وأصحاء بعد أن كانوا مرضى.. ومنعمين بعد أن كانوا مبتلين..

لو فقهوا اللطف الإلهي لعلموا أن اللطيف الخبير لا يؤذيهم ولا يعذبهم ولا يتفنن في الإساءة لهم كما تزعم الشياطين.. بل هو يصعد بهم في لطف وحنان وتؤدة إلى أن يصلوا إلى الكمال الذي أتيح لهم، والتيجان التي يستحقونها.

إلهي.. وأسألك بلطفك الذي غمرت به كل شيء، أن تلطف بي في مجاري أقدارك حتى لا يقع لي منها إلا ما يسعدني ويرفعني ويؤهلني لتلك المناصب الرفيعة التي أهلت لها أولياءك بعد أن امتلأت قلوبهم محبة لك وشوقا إليك.

يا رب.. الطف بقلبي كما تلطف بجسدي حتى لا تحرقه الأغيار، فينصرف عنك، فيختنق بذلك الانصراف.. فأنت هواؤه وحياته.. ولا حياة له من دونك.

يا رب.. وأسألك بلطفك أن تلطف بهؤلاء البشر المساكين الذين تركوا سبيل أنبيائك وأوليائك وراحوا يسلكون سبل الشياطين، ويتمردون على الصالحين والقديسين الذين علمتهم تأويل الحديث، وأرسلتهم إلى البشر لينقذوهم من جوع الروح، كما أنقذهم يوسف من جوع الجسد.

لقد كان جوع المصريين لسبع سنين.. وأنقذهم نبيك يوسف منها.. ونحن يا رب قد امتد جوعنا لمئات السنين.. ونسألك أن تنقذنا من تلك البقرات العجاف والسنابل اليابسات التي تلتهم حياتنا وديننا وأخلاقنا وكل شيء صالح فينا.

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست