responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82

والتناسق العجيب، ثم تظهر في أوقات محددة، وتختفي في أوقات أخرى بعد أن تؤدي بدقة ما وكل لها من وظائف هي نفسها لا تعلمها.

هل يعقل أن تكون تلك الزهرة هي التي صنعت نفسها، وهي التي صممت ألوانها، ومزجت من المواد المنتشرة بينها ما شكل رائحتها؟.. وهل هي على علم بعلوم الفيزياء والكيمياء والطبيعة؟.. وهل هي على علم بالمواد المحيطة بها وتفاصيلها؟

إن الحمق يبلغ مبلغه من أولئك الذين يرونها، ثم لا ينسبونها إليك، أو يعتبرونها رسالة منك إليهم لتدلهم عليك، في نفس الوقت الذي ينبهرون فيه للباحث البسيط الذي استطاع أن يكتشف الصيغة الكيميائية المشكلة لروائحها، أو سر ألوانها وبهائها، أو ذلك الفنان الذي يقلد جمالها في لوحاته.

إنهم إذا رأوا تلك اللوحات انبهروا بها، وسجدوا للفنان الذي رسمها.. وأحالوا أن يكون ذلك الرسم مجرد صدفة لألوان اجتمعت.. بل يعتبرونها إبداعا عظيما، ومن عقل جبار، وذوق رفيع..

لكنهم ـ يا رب ـ يتركون تلك المكاييل التي حكموا بها للعالم والفنان، ليطبقوا على الزهرة قوانين الصدفة العمياء، والطبيعة البكماء الصماء المجنونة.

إلهي.. ولذلك كان وجودك دليلا على وجود الأشياء، وكمالك دليل على ما أودع فيها من قوى وطاقات لا يمكن أن يوفرها إلا صاحب علم عظيم، وإرادة نافذة، وقدرة باهرة.

يا رب.. عندما أتأمل في سر ذلك الغباء والحمق والغفلة التي يقع فيها أولئك الذين يزهون بأنفسهم، ويترفعون عليك أعلم أن ذلك أيضا دليل عليك، فهم لم

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست