responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86

غافلين عن سر رحلتنا في هذا العالم، وساكنين عن الصعود في المعارج التي نصبتها لنا لنترقى في مدارج الكمال.

لو علمنا ذلك يا رب.. لتركنا كل شيء، ولجأنا إليك، ذلك أنه لا يسقينا بأكواب السعادة الخالصة غيرك.. بل إن اسمك الكريم هو الدواء الوحيد الذي يعالج كل أصناف القبض ما قدم منها وما استجد.. فاسمك دواء، وذكرك شفاء، وطاعتك غنى.

يا رب.. لقد ذكرت لنا ذلك في كلماتك المقدسة، فقلت: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]

والطمأنينة هي تلك السكينة التي تمتلئ بها النفس، وتمتلئ معها بكل أنواع النشوة والسعادة والسرور التي تجعل صاحبها يعيش عوالم الجمال المطلق التي لا توفرها له كل خمور الدنيا ومخدراتها التي يهرب إليها الغافلون ليعالجوا القبض الذي يصيب قلوبهم.

ولو أنهم تدبروا كلماتك المقدسة لعلموا أن ذلك الكدر والكآبة ليس سوى مظهر من مظاهر الغفلة عنك، أو هي تجل من تجليات اسمك القابض.. فأنت الذي بيدك مفاتيح السعادة، كما أن بيدك مفاتيح الشقاء.. في الدنيا والآخرة.. وقد ذكرت ذلك في كلماتك المقدسة، فقلت ـ تعد المؤمنين المقبلين عليك ـ: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، وقلت ـ تتوعد المعرضين عنك ـ:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]

إلهي.. فهب لي من بسطك ما يرفعني عن كدورات الدنيا، ويجعل قلبي متعلقا بك، سائرا في طريقك، مقبلا بكل كيانه عليك.. وأعوذ بك من كل بسط وسرور

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست