responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 85

القابض الباسط

إلهي يا من وصفت نفسك بالقبض والبسط، فكان من أسمائك الحسنى: القابض الباسط.. وهما اسمان ارتسما في كلماتك جميعا الصامتة والناطقة.. فقد قلت في كلماتك المقدسة: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 245]

وقد وجدت حروف هذين الاسمين الجليلين مكتوبة.. ليس في كلماتك المقدسة فقط، وإنما في كل الأشياء والمواقف.. فكلها من فيض قبضك وبسطك، وعطائك ومنعك.. ابتداء من نفسي التي أعيش مشاعرها وأحاسيسها، وانتهاء بأبسط ذرة في الكون.

والغفلة عن علاقة ذلك بك ـ يا رب ـ وبأسمائك الحسنى وصفاتك العليا، هو الذي يوقع الغافلين في الشرك، ويجعلهم يتيهون في البحث عن الأسرار والحقائق بما يتوهمونه من الأوهام التي لا وجود لها.

إن الغفلة ـ يا رب ـ جعلتنا نتوهم أن القبض الذي ينزل على نفوسنا، فيملأها بالكآبة، سببه ذلك العوز المادي، أو ذلك الفقر العاطفي، أو تلك الحاجات التي تهفو إليها نفوسنا.. ولذلك نسعى لذلك العلاج الوهمي.. ثم نكتشف بعد ذلك أن الغنى المادي والعاطفي وغيرهما لم يغنيا عنا شيئا.. بل كانا مجرد مهدئات، زال مفعولها بعد استعمالها لمرات محدودة معدودة.

ولو أنا علمنا أن ذلك القبض الذي أصابنا منك، وأنك صاحبه، وأنه من تجليات اسمك القابض.. وليس من ذلك الفقر المادي أو العاطفي.. ولو علمنا أنك لم ترسل إلينا ذلك القبض وما يرافقه من الاكتئاب والإحباط والكدر عقوبة، وإنما أرسلته تنبيها وتأديبا لنعود إلى حقيقتنا حتى لا تقتلنا الغفلة، فنتيه في وديان البسط والراحة والسرور

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست