نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 207
فجعل يصب فيه ويسقي الناس، فازدحم الناس، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أيها الناس أحسنوا
الملأ، فكلكم سيروى)، فشرب القوم، وسقوا دوابهم وركابهم وملئوا ما كان معهم من
إداوة وقربة ومزادة حتى لم يبق غيري وغيره، قال: (اشرب يا أبا قتادة)، قلت: اشرب
أنت يا رسول الله، قال: (ساقي القوم آخرهم شربا)، فشربت، وشرب بعدي، وبقي في الميضأة
نحو مما كان فيها وهم يومئذ ثلاثمائة[1].
ومثل ذلك ما حصل في غزوة هوازن، فقد حدث سلمة بن الأكوع، قال: غزونا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هوازن فأصابنا جهد شديد فأتى
بشيء من ماء في إداوة، فأمر بها فصبت في قدح، فجعلنا نتطهر حتى تطهرنا جميعا[2].
ومثل ذلك ما حدث به عمران بن حصين قال: كنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في سفر، فاشتكى إليه
الناس العطش، فنزل ثم دعا عليا، ورجلا آخر، فقال: (اذهبا فابغيا الماء فإنكما
ستجدان امرأة بمكان كذا وكذا معها بعير عليه مزادتان فأتيا بها)، فانطلقا فلقيا
امرأة بين مزادتين من ماء على بعير لها، فقالا لها: أين الماء؟ قالت: عهدي بالماء
أمس هذه الساعة، فقالا لها: انطلقي إذا، قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قالت: الذي يقال له
الصابئ؟ قالا: هو الذي تعنين[3]، فانطلقا فجاءا بها إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وحدثاه بالحديث، قال: فاستنزلوها عن بعيرها ودعا
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بإناء، فأفرغ فيه من أفواه المزادتين، فمضمض في الماء، وأعاده في أفواه المزادتين،
وأوكأ أفواههما، وأطلق الغرارتين،
[3]
ذكر العلماء حسن الأدب الذي حوى عليه قول علي ورفيقه لها لما قالت: الصابئ: (هو
الذي تعنين)، لأنه لو قالا لها: لا، لفات المقصود، أو نعم، لما حسن بهما، إذ فيه
طلب تقرير ذلك، فتخلصا أحسن تخليص.
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 207