ولهذا،
كنت ـ سيدي ـ تذكر للذين يطرونك ويمدحونك ويثنون عليك، بأن يذكروا هذا المقام
الرفيع الذي هو أشرف المقامات، ولولاه لم يكن هناك مقام ولا منزلة ولا كرامة ولا
رفعة، فقد ورد في الحديث عنك قولك: (لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم
فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله)[1]،
وقلت
في حديث آخر مبينا فضل عبودية الله على كل شيء: (أتاني ملك إلى حجرة الكعبة، فقال:
إن ربك يقرئك السلام، ويقول لك: إن شئت كنت نبيا، ملكا وإن شئت نبيا عبدا، فقلت:
نبيا عبدا)[2]
لقد
تجلت ـ سيدي ـ عبوديتك لله في كل شيء.. ابتداء من حرصك على الشعائر التعبدية التي
كنت تؤديها بخشوع عظيم.. بل بشوق عظيم.. وكنت تقضي معها معظم