responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 260

الغنى أقرب إليك من الفقر.. والرفاه أقرب إليك من الشظف.. ولكنك ـ سيدي ـ آثرت حياة الزهاد على حياة المترفين.. ورضيت أن تكون كأبسط الناس، لتكون أسوة لجميع الناس، وحتى لا يأتي أحد من الناس، فيتصور أن النبوة وسيلة من وسائل الثروة، أو طريق من طرقها.

لقد حدثت ـ سيدي ـ عن هذا الخيار الذي أتاحه الله لك، فقلت: (لو شئت لسارت معي جبال الذهب) [1]

وفي حديث آخر، قلت: (عرض علي ربي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يا رب، ولكني أجوع يوما، وأشبع يوما، فإذا شبعت حمدتك، وشكرتك، وإذا جعت تضرعت إليك، ودعوتك)[2]

وفي حديث آخر روي أنه قيل لك: يا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إن شئت أعطيناك خزائن الدنيا، ومفاتيحها لم نعطها أحدا قبلك، ولا نعطيها أحدا بعدك، لا ينقصك ذلك عند الله شيئا، فقلت: (اجمعوها لي في الآخرة)، فأنزل الله تعالى عليك قوله:﴿ تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً﴾ (الفرقان:10)[3]

وفي حديث آخر عن أم سلمة قالت: نام رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم على وسادة حشوها ليف، فقام وقد أثر بجلده، فبكيت فقال: (يا أم سلمة ما يبكيك؟) قلت: ما أرى من أثر هذه، فقال: (لا تبكي، لو أردت أن تسير معي هذه الجبال لسارت)[4]

وقد ظل هذا الخيار مفتوحا أمامك جميع حياتك، فقد حدث بعض أصحابك عن الأيام


[1] رواه ابن عساكر.

[2] رواه ابن سعد، والترمذي، وأبو الشيخ عن أبي هريرة وابن سعد وابن حبان عن أبي أمامة.

[3] تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (19/ 243)

[4] رواه أبو ذر الهروي.

نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست