responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 292

وقد حدثت أم سلمة عن موقف من مواقفك يوم الخندق، فقالت: ما نسيت يوم الخندق، وهو يعاطيهم اللبن، وقد اغبر شعره، تعني النبي a [1].

وحدث البراء قال: لقد رأيت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يحمل التراب على ظهره، حتى حال التراب بيني وبينه وإني لانظر إلى بياض بطنه[2].

بل كنت ـ سيدي ـ في ذلك الموقف الشديد تتكفل بكل عمل شاق يتوقفون عنده، فقد ذكر جابر بن عبد الله أن المسلمين عرض لهم في بعض الخندق كدية عظيمة شديدة بيضاء مدورة، لا تأخذ فيها المعاول، فكسرت حديدهم، وشقت عليهم، فشكوا ذلك إليك، فقمت إليها، وبطنك معصوب بحجر من الجوع، لأنك لم تأكل منذ ثلاثة أيام، فدعوت بإناء من ماء فتفلت فيه، ثم دعوت بما شاء الله أن تدعو به، ثم نضحت من ذلك الماء عليها، فعادت كالكثيب المهيل ما ترد فأسا ولا مسحاة[3].

ولم تكن ـ سيدي ـ في ذلك الموقف الشديد تكتفي بالعمل فقط.. بل كنت تسليهم وترتجز بما يرتجزون، وتضحك كما يضحكون، وقد حدث بعضهم قال: ارتجز المسلمون في الخندق برجل يقال له (جعيل) أو جعالة بن سراقة، وكان رجلا دميما صالحا، وكان يعمل في الخندق، فغير رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم اسمه يومئذ فسماه عمرا، فجعل المسلمون يرتجزون ويقولون:

سماه من بعد جعيل عمرا وكان للبائس يوما ظهرا

وجعل رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لا يقول شيئا من ذلك، إلا إذا قالوا: عمرا، وإذا قالوا: ظهرا،


[1] رواه أحمد برجال الصحيح وأبو يعلى.

[2] رواه محمد بن عمر.

[3] رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست