نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 291
منك أن تتخذ محلا خاصا بك، بحيث لا تؤذيك مخالطتهم، فأبيت
ذلك بشدة، وقلت له: (لا أزال بين أظهرهم يطئون عقبى وينازعوني ثوبي، ويؤذيني
غبارهم، حتى يكون الله هو الذي يرحمني منهم)[1]
ولم تكن تكتفي بكل ذلك ـ سيدي ـ مع دلالته
على تواضعك، وإنما كنت تضم إليه مشاركتك لهم في كل أعمالهم، حتى الشديدة منها، بل
كنت تستأثر بها من دونهم..
فمن مشاركتك لهم مشاركتهم في بناء المسجد
بعد هجرتك إلى المدينة المنورة بالرغم من العناء الكبير الذي لاقيته في هجرتك؛ فعن
الحسن قال: لما قدم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
المدينة قال: ابنوا لنا مسجدا، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: عرش كعرش موسى،
ابنوا لنا بلبن، فجعلوا يبنون ورسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يعاطيهم اللبن على ما دونه ثوب، وهو يقول:
اللهم
إن العيش عيش الآخرة
فاغفر
للانصار والمهاجرة
فمر عمار بن ياسر فجعل النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ينفض التراب عن رأسه، ويقول: ويحك يا ابن سمية!
تقتلك الفئة الباغية[2].
وحدث يعقوب بن يزيد قال: كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يتبع غبار المسجد بجريدة[3].
وفي غزوة الخندق.. بعد أن أحاطت الأحزاب
بالمدينة المنورة.. وفي ذلك الموقف الشديد الذي تزلزلت له القلوب.. والذي يكتفي
فيه القادة بالجلوس في غرفهم المكيفة للتخطيط وإلقاء الأوامر.. كنت ـ سيدي ـ مع
أصحابك تشاركهم في كل صغيرة وكبيرة..