نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 346
حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ... ﴾ (الأنفال: 67)
وفي هذا المقام يذكر الخطباء والوعاظ كثيرا، وببعض التباهي أنك حين نزلت
هذه الآية:﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ
فِي الأَرْضِ﴾ (الأنفال: 67) قلت: (لو نزلت نار من السماء لأحرقتنا إلا
عمر)[1]
وهم لا يكتفون بذلك ـ سيدي ـ بل إنهم يمططون في القصة، ويضيفون إليها بعض
التوابل ليخرج الناس منبهرين بعبقرية عمر وذكائه وحكمته، وينسوا أنهم خرجوا أيضا
وقد بنوا كل ذلك البنيان على حساب تقديرهم لك ولنبوتك ولإلهام الله لك.
ونحن لا يهمنا ـ سيدي ـ أن يقدروا عمر أو غيره من الصحابة أو التابعين أو
تابعيهم.. ولكن لا على حسابك.. فنحن مأمورون بالتأسي بك وتعظيمك وتعزيرك وتوقيرك..
ولسنا مأمورين بفعل ذلك مع غيرك.
لم يكتفوا بذلك ـ سيدي ـ بل إنهم راحوا لأخطر موقف وقفه بعض أصحابك معك،
وذلك عند احتضارك، في ذلك الحين الذي كان الأصل أن يطلبوا منك فيه الوصية، ليعرفوا
من هو خليفتك من بعدك.. لكنهم لم يفعلوا، بل راحوا يمنعونك أن توصي..