نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 347
كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو،
والاختلاف عند النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (قوموا)، قال عبيد الله:
(راوي الحديث عن ابن عباس، وهو ابنه): فكان ابن عباس يقول: (إن الرزية كل الرزية،
ما حال بين رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم، ولغطهم)[1]
لقد روى ابن عباس هذه الحادثة متألما متأسفا، وكان الأصل في كل الأمة أن
تفعل ذلك، فكيف يحال بين نبي وبين أن يوصي؟.. لكنهم للأسف ـ سيدي ـ لم يفعلوا، بل
راحوا يعتبرونك مخطئا بطلب كتابة الوصية، ويعتبرون الحكمة في قول من منعك.. وكل
ذلك جهلا بقدرك.
لقد عبر بعضهم عن ذلك، فقال: (إنما جاز للصحابة الاختلاف في هذا الكتاب مع
صريح أمره لهم بذلك، لأن الأوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب، فكأنه ظهرت منه
أي من كلام الرسول a قرينة دلت على أن الأمر ليس على التحتم، بل على
الاختيار، فاختلف اجتهادهم، وصمم عمر على الامتناع لما قام عنده من القرائن بأنه a
قال ذلك عن غير قصد جازم، وعزمه a كان إما بالوحي وإما
بالاجتهاد، وكذلك تركه إن كان بالوحي فبالوحي وإلا فبالاجتهاد أيضاً..)[2]
وما قاله عجيب جدا، فكيف يقال لأمرك ـ سيدي ـ أنه لم يكن على سبيل الحتم
واللزوم، وقد ورد في القرآن الكريم التشديد على إجابتك مطلقا، قال تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا
دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]، بل حذر بعدها من الفتنة التي
قد تنجر من عدم إجابتك، فقال: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُوا