نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 102
اتخذوا الأرض
بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، والقرآن دثاراً، والدعاء شعاراً، وقرضوا من
الدنيا تقريضاً على منهاج عيسى بن مريم..)[1]
أما قيام الليل،
فقد حدثت عن نفسك قلت: (ما تركت صلاة الليل منذ سمعت قول النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (صلاة الليل نور)، فقال ابن الكواء: ولا ليلة
الهرير!؟ فقلت: (ولا ليلة الهرير)[2]
ثم رحت ـ سيدي ـ
تصف نهار المتقين، وهو نهار ممتلئ بالحياة والإيجابية والتأثير، فقلت: (وأمّا
النّهار فحلماء علماء، أبرار أتقياء، قد براهم الخوف بري القداح، ينظر إليهم
النّاظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ويقول: لقد خولطوا، ولقد خالطهم أمر
عظيم. لا يرضون من أعمالهم القليل، ولا يستكثرون الكثير، فهم لأنفسهم متّهمون، ومن
أعمالهم مشفقون، إذا زكّي أحد منهم، خاف ممّا يقال له، فيقول: أنا أعلم بنفسي من
غيري، وربّي أعلم بي منّي بنفسي، اللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني أفضل ممّا
يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون) [3]
لا يمكنني ـ
سيدي ـ أن أعبر عن مقاصد كل كلمة من هذه الكلمات، فكل كلمة منها بحر من بحار
العلم.. وفيض من فيوضات الحكمة.. بل هي ترجمة لما ورد في القرآن الكريم من أوصف
عباد الله الممتلئين بالتواضع، كما قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ
عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا (63) وَالَّذِينَ
يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)﴾ [الفرقان:63-65]