responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104

يهابك الفرسان، ولا يقدرون على مواجهتك..

ثم رحت سيدي تفصل نواحي القوة في الشخصية المسلمة، فذكرت أن صاحبها (يعمل الأعمال الصّالحة، وهو على وجل، يمسي وهمّه الشّكر، ويصبح وهمّه الذّكر، يبيت حذرا، ويصبح فرحا، حذرا لما حذّر من الغفلة، وفرحا بما أصاب من الفضل والرّحمة، إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره، لم يعطها سؤلها فيما تحبّ، قرّة عينه فيما لا يزول، وزهادته فيما لا يبقى) [1]

وهذا نفسه وصف الله تعالى للمتقين، فقد قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُون﴾ [المؤمنون:60]

وقد كان هذا هو قلبك ـ سيدي ـ فمع كل أعمالك الصالحة التي تنوء بها الجبال، كنت تردد: (اللّهمّ إنّي أسألك سؤال خاضع متذلّل خاشع، أن تسامحني وترحمني، وتجعلني بقسمك راضيا قانعا، وفي جميع الأحوال متواضعا.. اللّهمّ وأسألك سؤال من اشتدّت فاقته، وأنزل بك عند الشدائد حاجته، وعظم فيما عندك رغبته.. اللّهمّ عظم سلطانك، وعلا مكانك، وخفي مكرك، وظهر أمرك، وغلب قهرك، وجرت قدرتك، ولا يمكن الفرار من حكومتك.. اللّهمّ لا أجد لذنوبي غافرا، ولا لقبائحي ساترا، ولا لشي‌ء من عملي القبيح بالحسن مبدّلا غيرك، لا إله إلّا أنت، سبحانك وبحمدك، ظلمت نفسي، وتجرّأت بجهلي، وسكنت إلى قديم ذكرك لي، ومنّك عليّ.. اللّهمّ مولاي، كم من قبيح سترته، وكم من فادح من البلاء أقلته، وكم من عثار وقيته، وكم من مكروه دفعته، وكم من ثناء جميل لست أهلا له نشرته.. اللّهمّ عظم بلائي، وأفرط بي سوء حالي، وقصرت بي أعمالي، وقعدت بي أغلالي، وحبسني عن نفعي بعد آمالي، وخدعتني الدنيا بغرورها، ونفسي بجنايتها، ومطالي يا سيدي، فأسألك بعزتك ألّا يحجب عنك دعائي سوء عملي


[1] نهج البلاغة: الخطبة رقم(193)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست