responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 105

وفعالي، ولا تفضحني بخفيّ ما اطّلعت عليه من سرّي، ولا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي، من سوء فعلي وإساءتي، ودوام تفريطي وجهالتي، وكثرة شهواتي وغفلتي، وكن اللّهمّ بعزتك لي في كلّ الأحوال رءوفا، وعليّ في جميع الأمور عطوفا)[1]

سلوك المتقين:

ثم رحت ـ سيدي ـ تبين من علامات المتقين ذلك السلوك الرفيع الذي يسلكونه مع نفوسهم أو مع الناس.. وهو سلوك في قمة قمم الأدب والروحانية والتسامي.. فالمتقي ـ كما تصوره ـ هو من (يمزج الحلم بالعلم، والقول بالعمل، تراه قريبا أمله، قليلا زلـلـه، خاشعا قلبه، قانعة نفسه، منزورا أكله، سهلا أمره، حريزا دينه، ميّتة شهوته، مكظوما غيظه، الخير منه مأمول، والشّرّ منه مأمون، إن كان في الغافلين كتب في الذّاكرين، وإن كان في الذّاكرين لم يكتب من الغافلين) [2]

وهو في سلوكه الاجتماعي مع الناس (يعفو عمّن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، بعيدا فحشه، ليّنا قوله، غائبا منكره، حاضرا معروفه، مقبلا خيره، مدبرا شرّه، في الزّلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرّخاء شكور، لا يحيف على‌ من يبغض، ولا يأثم فيمن يحبّ، يعترف بالحقّ قبل أن يشهد عليه) [3]

وهو بعيد عن كل تلك الرذائل التي يقع فيها غيره، فهو (لا يضيع ما استحفظ، ولا ينسى ما ذكّر، ولا ينابز بالألقاب، ولا يضارّ بالجار، ولا يشمت بالمصائب، ولا يدخل في الباطل، ولا يخرج من الحقّ، إن صمت لم يغمّه صمته، وإن ضحك لم يعل صوته،


[1] وهو جزء من دعاء له معروف بدعاء (كميل)، انظر: مستدرك نهج البلاغة للمحمودي: ج 6 ص 148- 161 .

[2] نهج البلاغة: الخطبة رقم(193)

[3] نهج البلاغة: الخطبة رقم(193)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست