نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106
وإن بغي عليه صبر حتّى يكون اللّه هو الّذي ينتقم له) [1]
أما نفسه فهي (منه في عناء، والنّاس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته،
وأراح النّاس من نفسه، بعده عمّن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوّه ممّن دنا منه لين
ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة، ولا دنوّه بمكر وخديعة) [2]
وهكذا كان
سلوكك سيدي.. فأنت لم تكن تصف سوى شخصيتك النبيلة الممتلئة بالمكارم.. لقد حدثنا
المؤرخون أنك كنت بعد أن تصلي الفجر تظل تذكر الله إلى أن تطلع الشمس، فإذا طلعت
اجتمع إليك الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس، فتعلّمهم الفقه والقرآن..
وذات يوم مر
على مجلسك رجل، فرماك بما تعود النواصب أن يرموك به من كلمات شديدة، هي بنات ضغائن
قلوبهم.. لكنك سيدي.. وأنت أمير المؤمنين.. لم تتأثر، وإنما قمت، وقلت: (أيّها
الناس إنّه ليس شيء أحبّ إلى الله ولا أعمّ نفعا من حلم إمام وفقهه، ولا شيء
أبغض إلى الله ولا أعمّ ضررا من جهل إمام وخرقه، ألا وإنّه من لم يكن له من نفسه
واعظ لم يكن له من الله حافظ. ألا وإنّه من أنصف من نفسه لم يزده الله إلّا عزّا. ألا
وإنّ الذلّ في طاعة الله أقرب إلى الله من التعزّز في معصيته)[3]
وهكذا كان
حلمك مع أعدائك الذين يحاربونك، وينازعونك الأمر، فقد ذكر المؤرخون أنه في معركة صفين غلب معاوية على
ماء الفرات، ومنع جيشك من الماء، لكنك بعد أن ان انتصرت عليه، وصار الماء في يدك،
وكان في إمكانك أن تمنعه عنهم، لم تفعل، وإنما خاطبت جيشك قائلا: (خذوا من الماء
حاجتكم وخلوا عنهم فإنَّ الله