نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 129
شوقا لتلك
الروح التي كانت ترددها..
فقد كنت ـ
سيدي ـ مثلما كنت تدعو إلى الصلاة بلسان حالك ومقالك.. كنت تدعو أيضا إلى الدعاء
بلسان حالك ومقالك.
أما لسان
مقالك.. فقد كنت ترغب في الدعاء في كل محل، وتقول: (جعل الله في يديك مفاتيح
خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته، فمتى شئت استفتحت بالدّعاء أبواب نعمته،
واستمطرت شآبيب رحمته، لا يقنّطنّك إبطاء إجابته، فإنّ العطيّة على قدر النّيّة،
وربّما أخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السّائل، وأجزل لعطاء الآمل، وربّما
سألت الشّيء فلا تؤتاه، وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك،
فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته. رحب واديك، وعزّ ناديك، ولا ألمّ بك
ألم، ولا طاف بك عدم)[1]
وكنت تقول
مخاطبا أصحابك ومن بعدهم من مواليك وأحبابك عبر التاريخ: (لا تعجزوا عن الدّعاء،
فإنّه لا يهلك مع الدّعاء أحد)[2]
وكنت تقول: (الدّعاء
سلاح المؤمن، وعماد الدّين، ونور السّماوات والأرض)[3]
وكنت تقول: (الدّعاء
مفاتيح النّجاح، ومقاليد الفلاح، وخير الدّعاء ما صدر عن صدر نقيّ، وقلب تقيّ، وفي
المناجاة سبب النّجاة، وبالإخلاص يكون الخلاص، فإذا اشتدّ الفزع فإلى الله المفزع)[5]