responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131

كانت لك إلى الله حاجة فابدأ بمسألة الصّلاة على النبيّ a، ثمّ سل حاجتك، فإنّ الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الاخرى)[1]

وكنت تقول: (كلّ دعاء محجوب عن السّماء حتّى يصلّى على محمّد وآله)[2]

هذه دعواتك سيدي للحرص على الدعاء وآدابه بلسان مقالك.. أما دعواتك له بلسان حالك.. فهي كثيرة جدا.. بل هي مدرسة من المدارس.. فأدعيتك ومناجياتك وتضرعاتك إلى الله تمثل تراثا عرفانيا وإيمانيا كبيرا لكل من يريد أن يسلك سبيلك، ويستن بسنتك، التي هي سنة حبيبك a.

ومن تلك الأدعية قولك: (إلهي! درست الآمال، وتغيّرت الأحوال، وكذبت الألسن، واخلفت العدة إلاّ عدتك، فإنّك وعدت مغفرة وفضلا.. اللهمّ صلّ على محمّد وآله وأعطني من فضلك، وأعذني من الشّيطان الرّجيم. سبحانك وبحمدك ما أعظمك! وأحلمك! وأكرمك! وسع بفضل حلمك تمرّد المستكبرين، واستغرقت نعمتك شكر الشّاكرين، وعظم حلمك عن إحصاء المحصين، وجلّ طولك عن وصف الواصفين، كيف ـ لو لا فضلك ـ حلمت عمّن خلقته من نطفة ولم يك شيئا، فربّيته بطيّب رزقك، وأنشأته في تواتر نعمك، ومكّنت له في مهاد أرضك، ودعوته إلى طاعتك، فاستنجد على عصيانك بإحسانك، وجحدك وعبد غيرك في سلطانك؟... كيف ـ لو لا حلمك ـ أمهلتني، وقد شملتني بسترك، وأكرمتني بمعرفتك، وأطلقت لساني بشكرك، وهديتني السّبيل إلى طاعتك، وسهّلتني المسلك إلى كرامتك، وأحضرتني سبيل قربتك، فكان جزاؤك منّي أن كافأتك عن الإحسان بالإساءة، حريصا على ما أسخطك، متنقّلا فيما أستحقّ به المزيد من نقمتك، سريعا إلى ما هو أبعد عن رضاك، مغتبطا بغرّة الأمل،


[1] وسائل الشيعة 7: 97.

[2] ثواب الأعمال: 85.

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست