نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 132
معرضا عن
زواجر الأجل، لم ينفعني حلمك عنّي، وقد أتاني توعّدك بأخذ القوّة منّي، حتّى دعوتك
على عظيم الخطيئة، أستزيدك في نعمك غير متأهّب لما قد أشرفت عليه من نقمتك،
مستبطئا لمزيدك، ومتسخّطا لميسور رزقك، مقتضيا جوائزك بعمل الفجّار، كالمراصد
رحمتك بعمل الأبرار، مجتهدا أتمنّى عليك العظائم كالمدلّ الآمن من قصاص الجرائم،
فإنّا لله وإنّا إليه راجعون) [1]
وفيه قلت
متضرعا: (مصيبة عظم رزؤها، وجلّ عقابها، بل كيف ـ لو لا أملي، ووعدك الصّفح عن
زللي ـ أرجو إقالتك، وقد جاهرتك بالكبائر، مستخفيا عن أصاغر خلقك؟ فلا أنا راقبتك
وأنت معي، ولا راعيت حرمة سترك عليّ. بأيّ وجه ألقاك؟ وبأيّ لسان اناجيك؟ وقد نقضت
العهود والأيمان بعد توكيدها، وجعلتك عليّ كفيلا، ثمّ دعوتك مقتحما في الخطيئة
فأجبتني، ودعوتني وإليك فقري؟ فوا سوأتاه وقبح صنيعاه! سبحانك أيّة جرأة تجرّأت،
وأيّ تغرير غرّرت نفسي؟ سبحانك! فبك أتقرّب إليك، وبحقّك أقسم عليك، ومنك أهرب
إليك، بنفسي استخففت عند معصيتي لا بنفسك، وبجهلي اغتررت لا بحلمك، وحقّي أضعت لا
عظيم حقّك، ونفسي ظلمت، ولرحمتك الآن رجوت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت
وتضرّعت، فارحم إليك فقري وفاقتي، وكبوتي لحرّ وجهي وحيرتي في سوأة ذنوبي، إنّك
أرحم الرّاحمين)
ثم رحت تقول:
(يا أسمع مدعوّ! وخير مرجوّ! وأحلم مغض! وأقرب مستغاث! أدعوك مستغيثا بك، استغاثة
المتحيّر المستيئس من إغاثة خلقك، فعد بلطفك على ضعفي، واغفر لي بسعة رحمتك كبائر
ذنوبي، وهب لي عاجل صنعك، إنّك أوسع الواهبين، لا إله إلاّ أنت، سبحانك إنّي كنت
من الظّالمين، يا الله يا أحد، يا الله يا صمد،