responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 133

يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. اللهمّ! أعيتني المطالب، وضاقت عليّ المذاهب، وأقصاني الأباعد، وملّني الأقارب، وأنت الرّجاء إذا انقطع الرّجاء، والمستعان إذا عظم البلاء، واللّجاء في الشّدّة والرّخاء، فنفّس كربة نفس إذا ذكّرها القنوط مساوئها أيست من رحمتك، ولا تؤيسني من رحمتك يا أرحم الرّاحمين)

ومن أدعيتك ـ سيدي ـ التي لا تزال تردد قولك: (اللهمّ إنّي أسألك سؤال وجل من عقابك، حذر من نقمتك، فزع إليك منك، لم يجد لفاقته مجيرا غيرك، ولا لخوفه أمنا غير فنائك وتطوّلك.. سيّدي ومولاي! على طول معصيتي لك أقصدني إليك، وإن كانت سبقتني الذّنوب، وحالت بيني وبينك ؛ لأنّك عماد المعتمد، ورصد المرتصد، لا تنقصك المواهب، ولا تغيظك المطالب، فلك المنن العظام، والنّعم الجسام.. يا من لا تنقص خزائنه، ولا يبيد ملكه، ولا تراه العيون، ولا تعزب منه حركة ولا سكون، لم تزل سيّدي ولا تزال، لا يتوارى عنك متوار في كنين أرض ولا سماء ولا تخوم، تكفّلت بالأرزاق يا رزّاق، وتقدّست عن أن تتناولك الصّفات، وتعزّزت عن أن تحيط بك تصاريف اللّغات، ولم تكن مستحدثا فتوجد متنقّلا عن حالة إلى حالة، بل أنت الفرد الأوّل والآخر، وذو العزّ القاهر، جزيل العطاء، سابغ النّعماء، أحقّ من تجاوز وعفا عمّن ظلم وأساء بكلّ لسان.. إلهي إليك أتهجّد، وفي الشّدائد عليك يعتمد، فلك الحمد والمجد لأنّك المالك الأبد، والرّبّ السّرمد، أتقنت إنشاء البرايا فأحكمتها بلطف التّدبير والتّقدير، وتعاليت في ارتفاع شأنك عن أن ينفذ فيك حكم التّغيير، أو يحتال منك بحال يصفك به الملحد إلى تبديل، أو يوجد في الزّيادة والنّقصان مساغ في اختلاف التّحويل، أو تلتثق سحائب الإحاطة بك في بحور همم الأحلام، أو تمتثل لك منها جبلّة تضلّ فيها رويّات الأوهام، فلك الحمد مولاي! انقاد الخلق مستخذئين بإقرار الرّبوبيّة، ومعترفين خاضعين لك

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست