نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 136
في نعمتك
سهما، وأنت الّذي عفوه أعلى من عقابه، وأنت الّذي رحمته أمام غضبه، وأنت الّذي
إعطاؤه أكبر من منعه، وأنت الّذي وسع الخلائق كلّهم بعفوه، وأنت الّذي لا يرغب في
غنى من أعطاه، وأنت الّذي لا يفرّط في عقاب من عصاه)[1]
وبعد أن ذكرت
سيدك ومولاك وربك، ومجدته وعظمته وحمدته رحت تذكر نفسك، فتقول: (وأنا يا سيّدي
عبدك الّذي أمرته بالدّعاء فقال: لبّيك وسعديك، وأنا يا سيّدي عبدك الّذي أوقرت
الخطايا ظهره، وأنا الّذي أفنت الذّنوب عمره، وأنا الّذي بجهله عصاك ولم يكن أهلا
منه لذلك، فهل أنت يا مولاي راحم من دعاك فأجتهد في الدّعاء، أم أنت غافر لمن بكى
لك فأسرع في البكاء، أم أنت متجاوز عمّن عفّر لك وجهه متذلّلا، أم أنت مغن من شكا
إليك فقره متوكّلا. اللهمّ فلا تخيّب من لا يجد معطيا غيرك، ولا تخذل من لا يستغني
عنك بأحد دونك. اللهمّ لا تعرض عنّي وقد أقبلت عليك، ولا تحرمني وقد رغبت إليك،
ولا تجبهني بالرّدّ وقد انتصبت بين يديك، أنت الّذي وصفت نفسك بالرّحمة، وأنت
الّذي سمّيت نفسك بالعفوّ فارحمني واعف عنّي، فقد ترى يا سيّدي فيض دموعي من
خيفتك، ووجيب قلبي من خشيتك، وانتفاض جوارحي من هيبتك ؛ كلّ ذلك حياء منك بسوء
عملي، وخجلا منك لكثرة ذنوبي، قد كلّ لساني عن مناجاتك، وخمد صوتي عن الدّعاء إليك)
وفيه تقول
بمنتهى التضرع والخضوع: (سبحانك فما أعجب ما أشهد به على نفسي، وأعدّده من مكنون
أمري، وأعجب من ذلك أناتك عنّي، وإبطاؤك عن معاجلتي، وليس ذلك من كرمي عليك، بل
تأتّيا منك بي، وتفضّلا منك عليّ لأن أرتدع عن خطيئتي، ولأنّ عفوك أحبّ إليك من
عقوبتي، بل أنا يا إلهي أكثر ذنوبا، وأقبح آثارا، وأشنع أفعالا،
[1] شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي
الحديد 6: 180 ـ 182.
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 136