responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 149

معترفة بأنّه لا ينال بجور الاعتساف كنه معرفته، ولا تخطر ببال أولي الرّويّات خاطرة من تقدير جلال عزّته)

ثم رحت ترد على المجسمة الذي كانت الفئة الباغية تقربهم وتصلهم لينشروا سمومهم في الأمة، ويحرفوا عقائدها، فقلت: (كذب العادلون بك إذ شبّهوك بأصنامهم، ونحلوك حلية المخلوقين بأوهامهم، وجزّؤوك تجزئة المجسّمات بخواطرهم، وقدّروك على الخلقة المختلفة القوى بقرائح عقولهم، وأشهد أنّ من ساواك بشي‌ء من خلقك فقد عدل بك، والعادل بك كافر بما تنزّلت به محكمات آياتك، ونطقت عنه شواهد حجج بيّناتك، وإنّك أنت اللّه الّذي لم تتناه في العقول، فتكون في مهبّ فكرها مكيّفا، ولا في رويّات خواطرها فتكون محدودا مصرّفا)

ثم رحت سيدي تسرد من نواحي القدرة الإلهية ما يملأ القلوب مهابة وتعظيما، فقلت: (قدّر ما خلق فأحكم تقديره، ودبّره فألطف تدبيره، ووجّهه لوجهته فلم يتعدّ حدود منزلته، ولم يقصر دون الانتهاء إلى غايته، ولم يستصعب إذ أمر بالمضيّ على إرادته، فكيف وإنّما صدرت الأمور عن مشيئته؟. المنشئ أصناف الأشياء بلا رويّة فكر آل إليها، ولا قريحة غريزة أضمر عليها، ولا تجربة أفادها من حوادث الدّهور، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور، فتمّ خلقه بأمره، وأذعن لطاعته، وأجاب إلى دعوته، لم يعترض دونه ريث المبطئ، ولا أناة المتلكّئ، فأقام من الأشياء أودها، ونهج حدودها، ولاءم بقدرته بين متضادّها، ووصل أسباب قرائنها، وفرّقها أجناسا مختلفات في الحدود والأقدار، والغرائز والهيئات، بدايا خلائق أحكم صنعها، وفطرها على ما أراد وابتدعها)

ومن كلماتك ـ سيدي ـ في المعرفة الإلهية هذه الكلمات التي تبين فيها علاقة الكائنات بباريها، وعلاقته بها، فقد قلت فيها: (كلّ شي‌ء خاشع له، وكلّ شي‌ء قائم به، غنى كلّ فقير، وعزّ كلّ ذليل، وقوّة كلّ ضعيف، ومفزع كلّ ملهوف، من تكلّم سمع نطقه،

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست