responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148

الأنعام ما لا تنفده مطالب الأنام، لأنّه الجواد الّذي لا يغيضه سؤال السّائلين، ولا يبخله إلحاح الملحّين)

ثم رحت تحذره والأمة من بعده عن الرغبة عن المعارف القرآنية إلى المعارف البشرية الشيطانية التي تشوه الله في الوقت الذي تدعي تنزيهه وتعظيمه، فقلت له: (فانظر أيّها السّائل، فما دلّك القرآن عليه من صفته فائتمّ به، واستضئ بنور هدايته، وما كلّفك الشّيطان علمه، ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه، ولا في سنّة النّبيّ a وأئمّة الهدى عليهم السّلام أثره، فكل علمه إلى اللّه سبحانه، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك)

ثم رحت تبين له صفة المعرفة الإلهية عند الراسخين في العلم، فقلت: (و اعلم أنّ الرّاسخين في العلم، هم الّذين أغناهم عن اقتحام السّدد المضروبة دون الغيوب، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح اللّه تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، وسمّى تركهم التّعمّق فيما لم يكلّفهم البحث عن كنهه رسوخا. فاقتصر على ذلك، ولا تقدّر عظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك، فتكون من الهالكين)

ولو أن الأمة سيدي أخذت منك هذه النصيحة الغالية لما دب الخلاف بينها، ولما قام للخرافة والشرك فيها سوق.. ولكنها أعرضت عنها، وراحت إلى تراث الأمم الأخرى تنهل منه، بعد أن أعرضت عن سفينة نجاتها، وحبل الله الممدود إليها.

ثم رحت ـ سيدي ـ تبين استحالة معرفة الله من خلال الوهم أو الفكر أو أي سبيل.. فقلت: (هو القادر الّذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته، وحاول الفكر المبرّأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته، وتولّهت القلوب إليه لتجري في كيفيّة صفاته، وغمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصّفات لتناول علم ذاته، ردعها وهي تجوب مهاوي سدف الغيوب، متخلّصة إليه سبحانه، فرجعت إذ جبهت،

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست