responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 156

أنا عبد من عبيد محمد a)[1]

ومن كلماتك التي حفظتها لنا الدواوين قولك ـ وأنت تلي غسله a وتجهيزه ـ: (بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه، لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك، من النّبوّة والإنباء، وأخبار السّماء، خصّصت حتّى صرت مسلّيا عمّن سواك، وعمّمت حتّى صار النّاس فيك سواء. ولو لا أنّك أمرت بالصّبر، ونهيت عن الجزع، لأنفدنا عليك ماء الشّؤون، ولكان الدّاء مماطلا، والكمد محالفا، وقلّا لك، ولكنّه ما لا يملك ردّه، ولا يستطاع دفعه. بأبي أنت وأمّي، اذكرنا عند ربّك، واجعلنا من بالك) [2]

ومن كلماتك فيه وأنت تصفه، وتدعو إلى التأسي به، والاستنان بسنته: (فتأسّ بنبيّك الأطيب الأطهر a فإنّ فيه أسوة لمن تأسّى، وعزاء لمن تعزّى، وأحبّ العباد إلى اللّه المتأسّي بنبيّه، والمقتصّ لأثره. قضم الدّنيا قضما، ولم يعرها طرفا، أهضم أهل الدّنيا كشحا، وأخمصهم من الدّنيا بطنا، عرضت عليه الدّنيا فأبى أن يقبلها، وعلم أنّ اللّه سبحانه أبغض شيئا فأبغضه، وحقّر شيئا فحقّره، وصغّر شيئا فصغّره. ولو لم يكن فينا إلّا حبّنا ما أبغض اللّه ورسوله، وتعظيمنا ما صغّر اللّه ورسوله، لكفى به شقاقا للّه، ومحادّة عن أمر اللّه) [3]

وقلت تصفه: (لقد كان a يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه. ويكون السّتر على باب بيته، فتكون فيه التّصاوير فيقول: يا فلانة- لإحدى أزواجه- غيّبيه عنّي، فإنّي إذا نظرت إليه ذكرت الدّنيا وزخارفها. فأعرض عن الدّنيا بقلبه، وأمات ذكرها من نفسه،


[1] الكافي: 1 / 89.

[2] نهج البلاغة: الخطبة رقم(235)

[3] نهج البلاغة: الخطبة رقم(160)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست