responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 155

وهكذا كنت تستشهد بهم، وبهديهم كل حين.. ومن ذلك قولك في هذه الخطبة التي ذكرت فيها زهد الأنبياء عليهم السلام، فقلت عن موسى الكليم عليه السّلام: (و إن شئت ثنّيت بموسى كليم اللّه عليه السّلام حيث يقول: رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، واللّه ما سأله إلّا خبزا يأكله، لأنّه كان يأكل بقلة الأرض، ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه، لهزاله وتشذّب لحمه)

وقلت عن داود عليه السلام: (و إن شئت ثلّثت بداود عليه السّلام صاحب المزامير، وقارئ أهل الجنّة، فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده، ويقول لجلسائه: أيّكم يكفيني بيعها؟ ويأكل قرص الشّعير من ثمنها)

وقلت عن عيسى المسيح عليه السّلام‌: (و إن شئت قلت في عيسى ابن مريم عليه السّلام فلقد كان يتوسّد الحجر، ويلبس الخشن، ويأكل الجشب، وكان إدامه الجوع، وسراجه باللّيل القمر، وظلاله في الشّتاء مشارق الأرض ومغاربها، وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم، ولم تكن له زوجة تفتنه، ولا ولد يحزنه، ولا مال يلفته، ولا طمع يذلّه، دابّته رجلاه، وخادمه يداه)

وهكذا كنت تثني عليهم، وتبين فضلهم وخلالهم وسموهم، وترد عند ذلك كله على أولئك الذين تركوا القرآن وتركوا نبيهم a ووليه الناصح، وذهبوا إلى اليهود وتلاميذ اليهود يأخذون عنهم عقائدهم ودينهم ومواقفهم.

أما أحاديثك ـ سيدي ـ عن حبيبك وخليلك رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فلا تعد ولا تحصى.. فأنت تذكره كل حين، وفي كل كلمة، وفي كل خطبة..

بل إنك كنت تقول لمن امتلأوا عجبا منك ومما آتاك الله من فضله: (ويلك، إنما

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست